س3) هل من ذكريات جميلة أو صور وأحداث علقت بأذهانكم في أفغانستان الأبية؟
ج) لم أشعر بعزة المؤمن المجاهد إلا على تلك الأرض الطيبة، ولي فيها ذكريات جميلة لا يسع مقام هذا اللقاء لذكرها، ولكن أذكر منها اثنتين لتعرفوا شموخ ووفاء هذا الشعب الأبيّ - رغم الجهل والأمية الغالبة عليه -:
القصّة الأولى؛ قصة شيخ كان جارا لنا في إحدى الجبهات وكان محبا للمجاهدين العرب وقدر الله أن أصبت في عيني بشظية قذيفة [1]، وبعد رجوعي من المستشفى وقد غبت عنه مدة من الزمن؛ رأى على عيني أثر الإصابة فاحتضنني وبكى بكاءً شديدا حتى أشفقنا عليه، وهو يقول بلغته الأفغانية: (ما ذنب هذا الولد يأتي من بلاد العرب البعيدة لينصرنا ويُفعل به هذا)، ويدعو لي بالقبول، فهكذا كان الأنصار للمهاجرين على زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
القصة الثانية؛ أذكر أننا كنا يوما قرب أحد الأودية في جبهات "قرديز"، وكانت المعارك وشك بدايتها، توقّفت بالقرب منا سيارة ونزل منها شيخ كبير يمشي على مهلة ويرتدي ثياب بيضاء ويحمل بندقيته الإنجليزية، اقترب منا لأجل الصلاة، ودَعَوناه بعد الصلاة لمركزنا وجلسنا نتحدث معه بلغته البشتونية، فسألناه عن عمره؟ فقال: (عمري مائة سنة تقريبا)! ولما سأله أحد الإخوة عن سبب قدومه إلى الجبهة وهو شيخ كبير؟ فقال: (أنا غازي ولا أستطيع البقاء في بيتي وأسمع عن القتال في جبهة، ولن أرتاح حتى أغزو بنفسي).
فهذا الامتثال العملي لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (وددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل).
لقد وددت لو رأى تلك الصورة كل شاب وعالم من شباب المسلمين وعلمائهم!
س4) كثير من الصحافة الجزائرية وكذلك العالمية وصفتكم في عدة مناسبات بصورة مشوّهة؛ أنكم قطاع طرق ونشاطاتكم مادية بحتة، وأنكم مع المهربين تسعون لجمع المال وتفسدون في الأرض... إلى آخر قائمة السباب، فهل بإمكانكم توضيح الصورة وإعطائنا الأهداف التي جعلتكم تحملون السلاح وتعادون طواغيت العالم من أجلها؟
ج) أما هذه المزاعم فهي طريقة يتقنها الإعلام العميل في تشويه كل مجاهد صادق لقلب الحقائق وتنفير الناس من المجاهدين، حتى تصبح صورة المجاهد ملازمة لقطاع الطرق وتجار المخدرات، وهي ليست بالتهم الجديدة لدى فراعنة العصر، فقد قيلت في إخواننا الطالبان وفي كثير من إخواننا المجاهدين.
بل وقبل ذلك قيلت في أطهر الناس أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام.
أما عن الهدف من حملنا السلاح؛ فهو الإمتثال للأمر الربّاني في وجوب قتال من صدّ عن سبيل الله عز وجل، قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}.
وبهذه المناسبة؛ نعلن براءتنا من كل هذا التشويه والتضليل، ومن كل المساومات التي يطلقها النظام الجزائري مهما تعدّدت مسمياتها، وندعو إخواننا المجاهدين إلى الثبات والمصابرة حتى يظهر الله هذا الأمر أو نهلك دونه، فسبيل الجهاد هو أقرب السبل إلى المغفرة والثواب - كما قال شيخ الإسلام بن تيمية -
والسعيد من اتُخذ شهيدا في هذا الزمان - كما قال الشيخ أسامة حفظه الله ورعاه -
س5) نرجع الآن إلى غزوة "بدر موريتانيا" الأخيرة، والتي وفّقكم الله فيها، ورغم ذلك فلا زالت بعض الجهات تشكك في كونكم المنفذ لهذه العملية! أولا؛ ما هي الدوافع والأسباب التي كانت من وراء اختياركم لهذا الهدف "ثكنة عسكرية بموريتانيا"؟
ج) قبل الكلام عن سبب اختيارنا لهذا الهدف أريد أن أنبّه على أن هناك تواجد مكثف لنشاط القوات الأمريكية في منطقة الساحل والصحراء الجزائرية، وقد زاد هذا النشاط، بعد إدراك الأمريكان أن هناك محاولات اتصال بالإخوة في القاعدة بعد مقتل أخينا أبو محمد اليمني رحمه الله.
فهناك تواجد للقواعد الأمريكية في منطقة "قاوا" بمالي، ومنطقة "أقاداز" بالنيجر، وأخرى بطور الإنشاء "بالنعمة" في موريتانيا، و "تمنراست" بالجزائر، وثمة تحركات مكثفة لجيوش هذه الدول بالتعاون مع الأمريكان، وقد حصلت اشتباكات متكررة معهم ونصبنا أكمنة لاستهدافهم، كالذي استهدفنا فيه قوات مكافحة الإرهاب النيجرية.
وبعد إدراكنا أن النظام الموريتاني أظهر العمالة الكاملة للأمريكان والإسرائيليين قبل ذلك، وتمثل ذلك خصوصا في الاعتداءات المتكررة على أبناء الحركة الإسلامية، وبالأخص بعد زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي "سلفان شالوم" لموريتانيا والتحضير للمناورات العسكرية بالاشتراك مع القوات الأمريكية، وكانت قاعدة المناورات البرية - بالمناسبة - منطقة "لمغيطي"، وقد شهدت نفس النقطة مناورات مشتركة قبل حوالي سنتين.
فقرّرنا الهجوم على هذا الموقع العسكري كضربة استباقية، ولتعلم هذه الأنظمة في هذه المنطقة أننا لن نبقى مكتوفي الأيدي حيال ما يجري، وقد وفّقنا الله في هذا الهجوم المبارك وكان السبب الرئيسي في انهيار نظام ولد الطايع.
س6) كيف تم التحضير للعملية؟
ج) كثير من النقاط والأهداف العسكرية كانت محل متابعة مسبقا ومنذ سنوات، ولهذا لم يكن التحضير للعملية يستغرق منا وقتا طويلا، فقد تم رصد الموقع رصدا محكما ودراسة كل الثغرات ونقاط الضعف المحتملة كما تمت دراسة المعابر وطرق الانسحاب، بعدها رسمنا خطة الهجوم وتم تجهيز كل المعدات والأسلحة المتاحة وتحركنا في تجاه الموقع في طرق غير معروفة تجنبا لدوريات الاستطلاع المكثفة التي كانت بصدد التحضير للمناورة، ونجحنا في مباغتة العدو، والحمد لله.
س7) هل لكم أن تفيدونا بمجريات وتفاصيل العملية منذ انطلاقها إلى غاية الانسحاب من موقع المعركة؟
ج) تم تشكيل ثلاث مجموعات اقتحام ومجموعتي إسناد متحركة، وتمت عملية التطويق والهجوم في وقت واحد حسب ما يقتضيه محيط الموقع، واخترنا التوقيت السادسة والنصف صباحا، مع بدايات النهار تمت مباغتة الثكنة بإطلاق كثيف للنيران - بالتركيز على نقطة الاتصال لمنع وصول أي مدد خارجي - في حركة اندفاع خاطفة في قلب الموقع العسكري، مما أذهل جنود الموقع وأربكهم، وقد حال الهجوم بينهم وبين استعمال أسلحتهم الثقيلة التي تمت السيطرة عليها من أول لحظة.
استغرق الهجوم والسيطرة حوالي الربع الساعة، عكس ما ادعاه الطاغوت الموريتاني من خلال تصريح وزير دفاعه، وتم بعدها تجميع الغنائم وإخلاء الجرحى والقتلى والانسحاب بعد ذلك.
س كم كانت الحصيلة الإجمالية من ناحية القتلى والجرحى والغنائم؟
ج) أما عن حصيلة الهجوم فكانت حوالي 15 قتيل، من بينهم قائد الثكنة وهو ضابط برتبة نقيب، وما يماثله من الجرحى، وتم أسر حوالي 30 جنديا، منهم ضابط برتبة ملازم.
وأما الغنائم من العتاد العسكري الثقيل فتمثلت في؛ مدفع من نوع [ SPG9]، مضاد جوي [زييكوياك 14، 5]، مضاد جوي [12، 7]، حوالي 58 رشاش و 2 من [أر بي جي 7]، كميات كبيرة من الذخائر - حوالي 50000 طلقة – 7 سيارات من نوع [TOYOTA].
أما من جانب قتلى المجاهدين؛ فقتل خمسة منهم أثناء الاشتباك، وقتل الآخر متأثرا بجروحه بعد 6 أيام - نسأل أن يتقبلهم في الشهداء – وهم؛ أبو إسحاق إبراهيم - قائد مجموعة الاقتحام - عاصم أبو سعيد، أبو دجانة، عبد الحكيم، البشير أبو البراء، أبو محمد الجكني – الموريتاني - رحمهم الله جميعا.
س9) بالنسبة للأسرى 30 الذين أطلقتم سراحهم، قد حاول النظام الموريتاني تشويهكم بإعلانه زورا وكذبا بأنكم ذبحتموهم، وأن ذلك مناف للأعراف الدولية، فما هو ردكم على ذلك؟
ج) أما عن الأسرى؛ فقد تمّت دراسة هذا الموضوع قبل تنفيذ العملية واستشرنا إخواننا المجاهدين الموريتانيين معنا في ذلك.
وقرّرنا إطلاق سراحهم إن هم سلّموا أنفسهم، وكان الدافع لهذا الإجراء عوامل كثيرة، أهمها التركيبة الاجتماعية في موريتانيا، وتفويت الفرصة على النظام الموريتاني لقلب الحقائق وتلبيس الأمر.
واخترنا من جهة أخرى أن تكون حجة على باقي الجنود - لمّا كانت أول ضربة للمجاهدين في موريتانيا -
ونحن بدورنا أطلقنا كل الأسرى - بعد ما بيّنا لهم الحكم الشرعي في قتالهم -
ولم نؤذ أحدا بعد الاستسلام فضلا عن ذبحهم، كما ادعاه النظام ووزارة دفاعه، عدى نقيب الثكنة الذي ألقي عليه القبض بعدما فرغت ذخيرته.
وقد كان لإطلاق سراح الأسرى آثار جيدة تمثلت في إدراك إخواننا المسلمين أن للمجاهدين أهدافا يسعون لتبليغها وتحقيقها من وراء عملياتهم العسكرية، وهي إزالة كل الأنظمة العميلة للأمريكان وما يسمى بإسرائيل واجتثاث الوجود الصليبي واليهودي من بلادنا، سواءً كانت قواعد عسكرية - استخباراتية - أو شركات متعددة الجنسيات.
س10) نظرا لعمالة النظام الموريتاني وولائه التام لأمريكا وإسرائيل، ما نصيحتكم للشباب هناك، وهل من كلمة توجهونها للشعب الموريتاني المسلم؟
ج) لقد كانت أرض شنقيط - موريتانيا - مهدا لقيام دولة حكمت بلاد المغرب والأندلس، وهي دولة المرابطين السنية، والتي كانت دولة علم وجهاد بقيادة الإمام المجاهد عبد الله بن ياسين وقائدها الفذ قاهر الصليبيين في معركة الزلاقة الشهيرة يوسف بن تاشفين رحمه الله.
وعليه فإني أتوجه إلى أحفاد هذا البطل برسالة؛ أدعوهم فيها لإحياء هذه الفريضة الغائبة والتشمير عن ساعد الجد بالتحريض والإعداد، لنكون بإذن الله تعالى درعا للأمة المسلمة ببلاد المغرب الإسلامي.
كما لا يفوتني أن أوجه ندائي إلى إخواني العلماء وطلبة العلم في موريتانيا؛ للإلتحاق بركب إخوانهم المجاهدين، فهاهي الثغور قد أَقْفَرت من العلماء وطلبة العلم فما أشدّ حاجتنا لرباطكم معنا على ثغور الجهاد، وأذكّركم بقول الإمام المجاهد عبد الله بن المبارك:
أحل الكفر بالإسلام ضيما يطول للدين عليه النحيب
أتسبى المسلمات بكل ثغر وعيش المسلمين إذا يطيب
أما لله والإسلام حق يدافع عنه شبان وشيب
فقل لذوي البصائر حيث كانوا أجيبوا الله ويحكم أجيبوا
وأدعو الأمة المسلمة في موريتانيا؛ لنصرة إخوانهم المجاهدين كما أمر الله تعالى ونحذّرهم من كل المؤامرات التي يحيكها الغرب الكافر لمسخ أبناء الأمة عن دينهم، ونحذركم كذلك من استعمال أبنائكم دروعا لحماية الأمريكان، وجنودا لتمكين الصليب في أرض المسلمين، فو الذي لا إله غيره لن ينفع من قتل دون هؤلاء شيء أمام الله عز وجل.
يتبع.....................
.
ج) لم أشعر بعزة المؤمن المجاهد إلا على تلك الأرض الطيبة، ولي فيها ذكريات جميلة لا يسع مقام هذا اللقاء لذكرها، ولكن أذكر منها اثنتين لتعرفوا شموخ ووفاء هذا الشعب الأبيّ - رغم الجهل والأمية الغالبة عليه -:
القصّة الأولى؛ قصة شيخ كان جارا لنا في إحدى الجبهات وكان محبا للمجاهدين العرب وقدر الله أن أصبت في عيني بشظية قذيفة [1]، وبعد رجوعي من المستشفى وقد غبت عنه مدة من الزمن؛ رأى على عيني أثر الإصابة فاحتضنني وبكى بكاءً شديدا حتى أشفقنا عليه، وهو يقول بلغته الأفغانية: (ما ذنب هذا الولد يأتي من بلاد العرب البعيدة لينصرنا ويُفعل به هذا)، ويدعو لي بالقبول، فهكذا كان الأنصار للمهاجرين على زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
القصة الثانية؛ أذكر أننا كنا يوما قرب أحد الأودية في جبهات "قرديز"، وكانت المعارك وشك بدايتها، توقّفت بالقرب منا سيارة ونزل منها شيخ كبير يمشي على مهلة ويرتدي ثياب بيضاء ويحمل بندقيته الإنجليزية، اقترب منا لأجل الصلاة، ودَعَوناه بعد الصلاة لمركزنا وجلسنا نتحدث معه بلغته البشتونية، فسألناه عن عمره؟ فقال: (عمري مائة سنة تقريبا)! ولما سأله أحد الإخوة عن سبب قدومه إلى الجبهة وهو شيخ كبير؟ فقال: (أنا غازي ولا أستطيع البقاء في بيتي وأسمع عن القتال في جبهة، ولن أرتاح حتى أغزو بنفسي).
فهذا الامتثال العملي لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (وددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل).
لقد وددت لو رأى تلك الصورة كل شاب وعالم من شباب المسلمين وعلمائهم!
س4) كثير من الصحافة الجزائرية وكذلك العالمية وصفتكم في عدة مناسبات بصورة مشوّهة؛ أنكم قطاع طرق ونشاطاتكم مادية بحتة، وأنكم مع المهربين تسعون لجمع المال وتفسدون في الأرض... إلى آخر قائمة السباب، فهل بإمكانكم توضيح الصورة وإعطائنا الأهداف التي جعلتكم تحملون السلاح وتعادون طواغيت العالم من أجلها؟
ج) أما هذه المزاعم فهي طريقة يتقنها الإعلام العميل في تشويه كل مجاهد صادق لقلب الحقائق وتنفير الناس من المجاهدين، حتى تصبح صورة المجاهد ملازمة لقطاع الطرق وتجار المخدرات، وهي ليست بالتهم الجديدة لدى فراعنة العصر، فقد قيلت في إخواننا الطالبان وفي كثير من إخواننا المجاهدين.
بل وقبل ذلك قيلت في أطهر الناس أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام.
أما عن الهدف من حملنا السلاح؛ فهو الإمتثال للأمر الربّاني في وجوب قتال من صدّ عن سبيل الله عز وجل، قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}.
وبهذه المناسبة؛ نعلن براءتنا من كل هذا التشويه والتضليل، ومن كل المساومات التي يطلقها النظام الجزائري مهما تعدّدت مسمياتها، وندعو إخواننا المجاهدين إلى الثبات والمصابرة حتى يظهر الله هذا الأمر أو نهلك دونه، فسبيل الجهاد هو أقرب السبل إلى المغفرة والثواب - كما قال شيخ الإسلام بن تيمية -
والسعيد من اتُخذ شهيدا في هذا الزمان - كما قال الشيخ أسامة حفظه الله ورعاه -
س5) نرجع الآن إلى غزوة "بدر موريتانيا" الأخيرة، والتي وفّقكم الله فيها، ورغم ذلك فلا زالت بعض الجهات تشكك في كونكم المنفذ لهذه العملية! أولا؛ ما هي الدوافع والأسباب التي كانت من وراء اختياركم لهذا الهدف "ثكنة عسكرية بموريتانيا"؟
ج) قبل الكلام عن سبب اختيارنا لهذا الهدف أريد أن أنبّه على أن هناك تواجد مكثف لنشاط القوات الأمريكية في منطقة الساحل والصحراء الجزائرية، وقد زاد هذا النشاط، بعد إدراك الأمريكان أن هناك محاولات اتصال بالإخوة في القاعدة بعد مقتل أخينا أبو محمد اليمني رحمه الله.
فهناك تواجد للقواعد الأمريكية في منطقة "قاوا" بمالي، ومنطقة "أقاداز" بالنيجر، وأخرى بطور الإنشاء "بالنعمة" في موريتانيا، و "تمنراست" بالجزائر، وثمة تحركات مكثفة لجيوش هذه الدول بالتعاون مع الأمريكان، وقد حصلت اشتباكات متكررة معهم ونصبنا أكمنة لاستهدافهم، كالذي استهدفنا فيه قوات مكافحة الإرهاب النيجرية.
وبعد إدراكنا أن النظام الموريتاني أظهر العمالة الكاملة للأمريكان والإسرائيليين قبل ذلك، وتمثل ذلك خصوصا في الاعتداءات المتكررة على أبناء الحركة الإسلامية، وبالأخص بعد زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي "سلفان شالوم" لموريتانيا والتحضير للمناورات العسكرية بالاشتراك مع القوات الأمريكية، وكانت قاعدة المناورات البرية - بالمناسبة - منطقة "لمغيطي"، وقد شهدت نفس النقطة مناورات مشتركة قبل حوالي سنتين.
فقرّرنا الهجوم على هذا الموقع العسكري كضربة استباقية، ولتعلم هذه الأنظمة في هذه المنطقة أننا لن نبقى مكتوفي الأيدي حيال ما يجري، وقد وفّقنا الله في هذا الهجوم المبارك وكان السبب الرئيسي في انهيار نظام ولد الطايع.
س6) كيف تم التحضير للعملية؟
ج) كثير من النقاط والأهداف العسكرية كانت محل متابعة مسبقا ومنذ سنوات، ولهذا لم يكن التحضير للعملية يستغرق منا وقتا طويلا، فقد تم رصد الموقع رصدا محكما ودراسة كل الثغرات ونقاط الضعف المحتملة كما تمت دراسة المعابر وطرق الانسحاب، بعدها رسمنا خطة الهجوم وتم تجهيز كل المعدات والأسلحة المتاحة وتحركنا في تجاه الموقع في طرق غير معروفة تجنبا لدوريات الاستطلاع المكثفة التي كانت بصدد التحضير للمناورة، ونجحنا في مباغتة العدو، والحمد لله.
س7) هل لكم أن تفيدونا بمجريات وتفاصيل العملية منذ انطلاقها إلى غاية الانسحاب من موقع المعركة؟
ج) تم تشكيل ثلاث مجموعات اقتحام ومجموعتي إسناد متحركة، وتمت عملية التطويق والهجوم في وقت واحد حسب ما يقتضيه محيط الموقع، واخترنا التوقيت السادسة والنصف صباحا، مع بدايات النهار تمت مباغتة الثكنة بإطلاق كثيف للنيران - بالتركيز على نقطة الاتصال لمنع وصول أي مدد خارجي - في حركة اندفاع خاطفة في قلب الموقع العسكري، مما أذهل جنود الموقع وأربكهم، وقد حال الهجوم بينهم وبين استعمال أسلحتهم الثقيلة التي تمت السيطرة عليها من أول لحظة.
استغرق الهجوم والسيطرة حوالي الربع الساعة، عكس ما ادعاه الطاغوت الموريتاني من خلال تصريح وزير دفاعه، وتم بعدها تجميع الغنائم وإخلاء الجرحى والقتلى والانسحاب بعد ذلك.
س كم كانت الحصيلة الإجمالية من ناحية القتلى والجرحى والغنائم؟
ج) أما عن حصيلة الهجوم فكانت حوالي 15 قتيل، من بينهم قائد الثكنة وهو ضابط برتبة نقيب، وما يماثله من الجرحى، وتم أسر حوالي 30 جنديا، منهم ضابط برتبة ملازم.
وأما الغنائم من العتاد العسكري الثقيل فتمثلت في؛ مدفع من نوع [ SPG9]، مضاد جوي [زييكوياك 14، 5]، مضاد جوي [12، 7]، حوالي 58 رشاش و 2 من [أر بي جي 7]، كميات كبيرة من الذخائر - حوالي 50000 طلقة – 7 سيارات من نوع [TOYOTA].
أما من جانب قتلى المجاهدين؛ فقتل خمسة منهم أثناء الاشتباك، وقتل الآخر متأثرا بجروحه بعد 6 أيام - نسأل أن يتقبلهم في الشهداء – وهم؛ أبو إسحاق إبراهيم - قائد مجموعة الاقتحام - عاصم أبو سعيد، أبو دجانة، عبد الحكيم، البشير أبو البراء، أبو محمد الجكني – الموريتاني - رحمهم الله جميعا.
س9) بالنسبة للأسرى 30 الذين أطلقتم سراحهم، قد حاول النظام الموريتاني تشويهكم بإعلانه زورا وكذبا بأنكم ذبحتموهم، وأن ذلك مناف للأعراف الدولية، فما هو ردكم على ذلك؟
ج) أما عن الأسرى؛ فقد تمّت دراسة هذا الموضوع قبل تنفيذ العملية واستشرنا إخواننا المجاهدين الموريتانيين معنا في ذلك.
وقرّرنا إطلاق سراحهم إن هم سلّموا أنفسهم، وكان الدافع لهذا الإجراء عوامل كثيرة، أهمها التركيبة الاجتماعية في موريتانيا، وتفويت الفرصة على النظام الموريتاني لقلب الحقائق وتلبيس الأمر.
واخترنا من جهة أخرى أن تكون حجة على باقي الجنود - لمّا كانت أول ضربة للمجاهدين في موريتانيا -
ونحن بدورنا أطلقنا كل الأسرى - بعد ما بيّنا لهم الحكم الشرعي في قتالهم -
ولم نؤذ أحدا بعد الاستسلام فضلا عن ذبحهم، كما ادعاه النظام ووزارة دفاعه، عدى نقيب الثكنة الذي ألقي عليه القبض بعدما فرغت ذخيرته.
وقد كان لإطلاق سراح الأسرى آثار جيدة تمثلت في إدراك إخواننا المسلمين أن للمجاهدين أهدافا يسعون لتبليغها وتحقيقها من وراء عملياتهم العسكرية، وهي إزالة كل الأنظمة العميلة للأمريكان وما يسمى بإسرائيل واجتثاث الوجود الصليبي واليهودي من بلادنا، سواءً كانت قواعد عسكرية - استخباراتية - أو شركات متعددة الجنسيات.
س10) نظرا لعمالة النظام الموريتاني وولائه التام لأمريكا وإسرائيل، ما نصيحتكم للشباب هناك، وهل من كلمة توجهونها للشعب الموريتاني المسلم؟
ج) لقد كانت أرض شنقيط - موريتانيا - مهدا لقيام دولة حكمت بلاد المغرب والأندلس، وهي دولة المرابطين السنية، والتي كانت دولة علم وجهاد بقيادة الإمام المجاهد عبد الله بن ياسين وقائدها الفذ قاهر الصليبيين في معركة الزلاقة الشهيرة يوسف بن تاشفين رحمه الله.
وعليه فإني أتوجه إلى أحفاد هذا البطل برسالة؛ أدعوهم فيها لإحياء هذه الفريضة الغائبة والتشمير عن ساعد الجد بالتحريض والإعداد، لنكون بإذن الله تعالى درعا للأمة المسلمة ببلاد المغرب الإسلامي.
كما لا يفوتني أن أوجه ندائي إلى إخواني العلماء وطلبة العلم في موريتانيا؛ للإلتحاق بركب إخوانهم المجاهدين، فهاهي الثغور قد أَقْفَرت من العلماء وطلبة العلم فما أشدّ حاجتنا لرباطكم معنا على ثغور الجهاد، وأذكّركم بقول الإمام المجاهد عبد الله بن المبارك:
أحل الكفر بالإسلام ضيما يطول للدين عليه النحيب
أتسبى المسلمات بكل ثغر وعيش المسلمين إذا يطيب
أما لله والإسلام حق يدافع عنه شبان وشيب
فقل لذوي البصائر حيث كانوا أجيبوا الله ويحكم أجيبوا
وأدعو الأمة المسلمة في موريتانيا؛ لنصرة إخوانهم المجاهدين كما أمر الله تعالى ونحذّرهم من كل المؤامرات التي يحيكها الغرب الكافر لمسخ أبناء الأمة عن دينهم، ونحذركم كذلك من استعمال أبنائكم دروعا لحماية الأمريكان، وجنودا لتمكين الصليب في أرض المسلمين، فو الذي لا إله غيره لن ينفع من قتل دون هؤلاء شيء أمام الله عز وجل.
يتبع.....................
.