مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
أجرى الحوار؛ اللجنة الإعلامية للجماعة السلفية للدعوة والقتال
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين، وعلى آله وصحبه الأخيار الطاهرين.
وبعد...
فسعيا منّا لكشف الحقيقة الموؤودة وإبلاغ صوت المجاهدين الذي تمالأت الدنيا على كتمه وخنقه، ومحاولة منا لتعريف أمتنا المسلمة بأبنائها الصادقين من قادة المجاهدين الذين يحملون أرواحهم فوق أكفّهم للدفاعن حرماتها والذود عن حياضها؛
قام إخوانكم باللجنة الإعلامية للجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر بإجراء هذا الحوار مع القائد خالد أبي العباس عقب تنفيذ غزوة "بدر موريتانيا" بأيام، وشاء الله عزّ وجلّ أن يتأخّر صدوره.
وها نحن اليوم نقدمه لإخواننا المسلمين، ونسأله سبحانه أن ينفع به، ويدفع به عنا صوائل الإعلام المضلل وطعنات الأقلام المأجورة.
--------------------------------------------------------------------------------
نص الحوار
س1) نود بداية أن تعطونا نبذة للتعريف بكم، النشأة والرحلة الجهادية من أفغانستان إلى الجزائر؟
ج) إسمي الكامل؛ المختار بن محمد بلمختار، وأكنّى بأبي العباس خالد.
من مواليد مدينة غرداية، سنة 1972م، نشأت في هذه البلدة وبها كانت طفولتي وعند بلوغي الدراسة الثانوية منَّ الله عليَّ بالإلتزام في مسجد الحي، ومع بدايات إلتزامي كنت شغوفا محبا للجهاد الأفغاني ولم يكن لي هدف سوى الهجرة والجهاد طمعا في نيل الشهادة في سبيل الله في أفغانستان.
وقد زاد في عزمي هذا مقتل الشيخ المجاهد الشهيد عبد الله عزّام، فكم تأثّرت بهذا العالم المجاهد، وعقدت العزم مع ثلة من إخواني وأهل بلدتي - وقد منَّ الله على جلّهم بالشهادة في سبيل الله - نحسبهم والله حسيبهم عقدنا العزم وسافرنا إلى أرض الجهاد وكان ذلك مطلع التسعينات وكنت أبلغ من العمر حينها 19 سنة.
مكثت في أفغانستان حوالي السنة والنصف، عرفت فيها الكثير بتوفيق الله، فقد تدربت على الكثير من العلوم العسكرية وأخذت دورات تدريبة في معسكرات "خلدن" و"جهاد وال" ومعسكرات القاعدة في "جلال أباد"، وكان لي إحتكاك بالكثير من الإخوة المجاهدين من كل بقاع الأرض فقد كانت أفغانستان بحق تجمعا جهاديا عظيما، من المغرب إلى أندونيسيا والفلبين، لما حوته من الطاقات والعلماء فقد كانت نقطة التقاء لكل الجماعات الجهادية في العالم، تعرّفت فيها على الكثير من القادة الأبطال كخطاب وأبي ثابت المصري وأبي بنان الجزائري وأبو معاذ الخوستي وغيرهم كثير، والتقيت بالكثير من المشايخ نسأل الله أن يفك أسرهم كأبي قتادة والمقدسي وأبي طلال وتنقلت بين عدة جبهات من " قَرديز" إلى "جلال أباد" إلى "كابل".
وبعد أحداث جوان الدامية في الجزائر سنة 1991م تحرك إلى ساحة الجهاد في أفغانستان بعض الإخوة لاستنفار المجاهدين إلى الجزائر وكان في طليعتهم الأخ عبد الرحمن أبو سهام أمير عملية "قمار"، والذي بذل جهده في إقناع الإخوة بضرورة بدء العمل الجهادي بالجزائر، فتباينت مواقف الإخوة في توقيت بدء الجهاد وضرورة الإعداد، وقال كلمته المشهورة: (نحن نازلون لتفجير الجهاد وأنتم تعالوا من بعدنا لتكملوا الطريق).
خرجت من أفغانستان أواخر 1992م بعد الوحدة الأولى، ودخلت الجزائر من المغرب ثم تنقلت إلى الشرق ومكثت حوالي نصف السنة مع الأخ أبي مصعب خثير أمير الشرق رحمه الله.
وبعدها رحلت إلى مدينتي فأنشأت مع بعض الإخوة النواة الأولى لكتيبة "الشهادة"، والتي امتد نشاطها فيما بعد إلى كل الصحراء والساحل وقمنا بعمليات عسكرية على أهداف جزائرية وأجنبية، منها مقتل خمسة أوروبيين يعملون لدى شركة بترولية أمريكة في عملية اقتحام خاطفة.
خلال هذه المدة كُلِّفت مع الأخ عبد الباقي رحمه الله من طرف إمارة الجماعة بالاتصال بالإخوة في القاعدة عند تواجدها بالسودان، وتمّت بيننا مراسلات لأجل دعم المجاهدين، كان ذلك أواخر 1994م، بداية 1995م.
بعدها عُيّنت أميرا للمنطقة الصحراوية بعد مقتل الأخ عبد الباقي وبدايات ظهور التجاوزات على مستوى إمارة الجماعة.
وبعد مقتل أمير الجماعة أبو عبد الرحمن أمين رحمه الله وظهور الانحراف في منهج الجماعة العملي؛ قرّرنا توقيف البيعة للإمارة مع تبني شعار "الجماعة الإسلامية المسلحة" بعد ما بذلنا لهم النصح والبيان.
وتبرئة لذمتنا أصدرنا بيانا سميناه "بيان وتبرئة" وبذلنا مساعي لجمع المجاهدين بالتعاون مع مختلف المناطق بما أثمر ميلاد "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، نسأل الله أن يبارك فيها ويجنّبها الزلل.
س2) بالنسبة للتجربة الأفغانية، كيف تقيّمون الفرق بين تجربتكم هناك وبين تجربتكم الطويلة هنا؟ وبمعنى آخر ما الفروقات التي سجلتموها عن قتال الروس وقتال هؤلاء المرتدين هنا؟
ج) لقد كانت تجربة الجهاد في أفغانستان فرصة سانحة لقيام أكبر تجمع جهادي، حيث حوَت الكثير من الطاقات المهاجرة، مما أعطى الجهاد هناك دفعا كبيرا وشهد قفزات نوعية في العمل الجهادي نظريا وعمليا، وأعطى فرصة لتحرير الفكر الجهادي وتأصيله الشرعي من خلال الرسائل والكتب التي غَنيت بها المكتبة الجهادية - شرعيا وعسكريا - بعكس الجهاد في الجزائر الذي ساده طابع انغلاق على الذات، ولم تحسن الجماعة آنذاك استغلال العمل الخارجي، رغم وجود فرص كثيرة.
أما من الجوانب العسكرية؛ فالمرحلة الأخيرة من الجهاد الأفغاني كانت تعتمد على تكتيك حروب الجبهات والخطوط، لأن المرحلة كانت متوازنة القوى تقريبا، أما الجهاد في الجزائر؛ فمنذ بداياته وإلى الآن يعتمد في استراتيجيته على حروب العصابات والمدن - الكر والفر -
وهناك خاصية مهمة لا بد من الإشارة إليها امتاز بها الجهاد في الجزائر - خصوصا في مراحله الأولى - وهي التعبئة والتأييد الواسع، ولم يجد المجاهدون كثير عناء في إقناع الشعب بشرعية قتال النظام المرتد وأنصاره، رغم عدم وجود التدخل الأجنبي كأفغانستان والعراق.
يتبع.............
بسم الله الرحمن الرحيم
أجرى الحوار؛ اللجنة الإعلامية للجماعة السلفية للدعوة والقتال
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين، وعلى آله وصحبه الأخيار الطاهرين.
وبعد...
فسعيا منّا لكشف الحقيقة الموؤودة وإبلاغ صوت المجاهدين الذي تمالأت الدنيا على كتمه وخنقه، ومحاولة منا لتعريف أمتنا المسلمة بأبنائها الصادقين من قادة المجاهدين الذين يحملون أرواحهم فوق أكفّهم للدفاعن حرماتها والذود عن حياضها؛
قام إخوانكم باللجنة الإعلامية للجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر بإجراء هذا الحوار مع القائد خالد أبي العباس عقب تنفيذ غزوة "بدر موريتانيا" بأيام، وشاء الله عزّ وجلّ أن يتأخّر صدوره.
وها نحن اليوم نقدمه لإخواننا المسلمين، ونسأله سبحانه أن ينفع به، ويدفع به عنا صوائل الإعلام المضلل وطعنات الأقلام المأجورة.
--------------------------------------------------------------------------------
نص الحوار
س1) نود بداية أن تعطونا نبذة للتعريف بكم، النشأة والرحلة الجهادية من أفغانستان إلى الجزائر؟
ج) إسمي الكامل؛ المختار بن محمد بلمختار، وأكنّى بأبي العباس خالد.
من مواليد مدينة غرداية، سنة 1972م، نشأت في هذه البلدة وبها كانت طفولتي وعند بلوغي الدراسة الثانوية منَّ الله عليَّ بالإلتزام في مسجد الحي، ومع بدايات إلتزامي كنت شغوفا محبا للجهاد الأفغاني ولم يكن لي هدف سوى الهجرة والجهاد طمعا في نيل الشهادة في سبيل الله في أفغانستان.
وقد زاد في عزمي هذا مقتل الشيخ المجاهد الشهيد عبد الله عزّام، فكم تأثّرت بهذا العالم المجاهد، وعقدت العزم مع ثلة من إخواني وأهل بلدتي - وقد منَّ الله على جلّهم بالشهادة في سبيل الله - نحسبهم والله حسيبهم عقدنا العزم وسافرنا إلى أرض الجهاد وكان ذلك مطلع التسعينات وكنت أبلغ من العمر حينها 19 سنة.
مكثت في أفغانستان حوالي السنة والنصف، عرفت فيها الكثير بتوفيق الله، فقد تدربت على الكثير من العلوم العسكرية وأخذت دورات تدريبة في معسكرات "خلدن" و"جهاد وال" ومعسكرات القاعدة في "جلال أباد"، وكان لي إحتكاك بالكثير من الإخوة المجاهدين من كل بقاع الأرض فقد كانت أفغانستان بحق تجمعا جهاديا عظيما، من المغرب إلى أندونيسيا والفلبين، لما حوته من الطاقات والعلماء فقد كانت نقطة التقاء لكل الجماعات الجهادية في العالم، تعرّفت فيها على الكثير من القادة الأبطال كخطاب وأبي ثابت المصري وأبي بنان الجزائري وأبو معاذ الخوستي وغيرهم كثير، والتقيت بالكثير من المشايخ نسأل الله أن يفك أسرهم كأبي قتادة والمقدسي وأبي طلال وتنقلت بين عدة جبهات من " قَرديز" إلى "جلال أباد" إلى "كابل".
وبعد أحداث جوان الدامية في الجزائر سنة 1991م تحرك إلى ساحة الجهاد في أفغانستان بعض الإخوة لاستنفار المجاهدين إلى الجزائر وكان في طليعتهم الأخ عبد الرحمن أبو سهام أمير عملية "قمار"، والذي بذل جهده في إقناع الإخوة بضرورة بدء العمل الجهادي بالجزائر، فتباينت مواقف الإخوة في توقيت بدء الجهاد وضرورة الإعداد، وقال كلمته المشهورة: (نحن نازلون لتفجير الجهاد وأنتم تعالوا من بعدنا لتكملوا الطريق).
خرجت من أفغانستان أواخر 1992م بعد الوحدة الأولى، ودخلت الجزائر من المغرب ثم تنقلت إلى الشرق ومكثت حوالي نصف السنة مع الأخ أبي مصعب خثير أمير الشرق رحمه الله.
وبعدها رحلت إلى مدينتي فأنشأت مع بعض الإخوة النواة الأولى لكتيبة "الشهادة"، والتي امتد نشاطها فيما بعد إلى كل الصحراء والساحل وقمنا بعمليات عسكرية على أهداف جزائرية وأجنبية، منها مقتل خمسة أوروبيين يعملون لدى شركة بترولية أمريكة في عملية اقتحام خاطفة.
خلال هذه المدة كُلِّفت مع الأخ عبد الباقي رحمه الله من طرف إمارة الجماعة بالاتصال بالإخوة في القاعدة عند تواجدها بالسودان، وتمّت بيننا مراسلات لأجل دعم المجاهدين، كان ذلك أواخر 1994م، بداية 1995م.
بعدها عُيّنت أميرا للمنطقة الصحراوية بعد مقتل الأخ عبد الباقي وبدايات ظهور التجاوزات على مستوى إمارة الجماعة.
وبعد مقتل أمير الجماعة أبو عبد الرحمن أمين رحمه الله وظهور الانحراف في منهج الجماعة العملي؛ قرّرنا توقيف البيعة للإمارة مع تبني شعار "الجماعة الإسلامية المسلحة" بعد ما بذلنا لهم النصح والبيان.
وتبرئة لذمتنا أصدرنا بيانا سميناه "بيان وتبرئة" وبذلنا مساعي لجمع المجاهدين بالتعاون مع مختلف المناطق بما أثمر ميلاد "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، نسأل الله أن يبارك فيها ويجنّبها الزلل.
س2) بالنسبة للتجربة الأفغانية، كيف تقيّمون الفرق بين تجربتكم هناك وبين تجربتكم الطويلة هنا؟ وبمعنى آخر ما الفروقات التي سجلتموها عن قتال الروس وقتال هؤلاء المرتدين هنا؟
ج) لقد كانت تجربة الجهاد في أفغانستان فرصة سانحة لقيام أكبر تجمع جهادي، حيث حوَت الكثير من الطاقات المهاجرة، مما أعطى الجهاد هناك دفعا كبيرا وشهد قفزات نوعية في العمل الجهادي نظريا وعمليا، وأعطى فرصة لتحرير الفكر الجهادي وتأصيله الشرعي من خلال الرسائل والكتب التي غَنيت بها المكتبة الجهادية - شرعيا وعسكريا - بعكس الجهاد في الجزائر الذي ساده طابع انغلاق على الذات، ولم تحسن الجماعة آنذاك استغلال العمل الخارجي، رغم وجود فرص كثيرة.
أما من الجوانب العسكرية؛ فالمرحلة الأخيرة من الجهاد الأفغاني كانت تعتمد على تكتيك حروب الجبهات والخطوط، لأن المرحلة كانت متوازنة القوى تقريبا، أما الجهاد في الجزائر؛ فمنذ بداياته وإلى الآن يعتمد في استراتيجيته على حروب العصابات والمدن - الكر والفر -
وهناك خاصية مهمة لا بد من الإشارة إليها امتاز بها الجهاد في الجزائر - خصوصا في مراحله الأولى - وهي التعبئة والتأييد الواسع، ولم يجد المجاهدون كثير عناء في إقناع الشعب بشرعية قتال النظام المرتد وأنصاره، رغم عدم وجود التدخل الأجنبي كأفغانستان والعراق.
يتبع.............