صاحبنا الذي يدور حديثنا عنه هو العلامة المجاهد الدكتور عبدالله عزام رحمه الله تعالى فقيه الجهاد و الداعية المجاهد
مولد الشهيد و نشأته:
ولد الشهيد عبدالله عزام في فلسطين ( سيلة الحارثية ) من اعمل مدينة جنين سنة 1941 م و قد درج على أرض القرية فشبّ و ترعرع في أحضان والديه يسهران عليه و يقومان برعايته و تربيته ، ثم تلقى علومه الابتدائية و الاعدادية في مدرسة القرية و أكمل دراسته في معهد خضورية الزراعية في مدينة طولكرم و قد كان الشيخ الشهيد رحمه الله يهئ نفسه و يعدها اعدادا ايمانيا فكان ملازما لتلاوة القرآن كما كان ملازما لمسجد القرية يعطي الدروس الدينية كذلك فان الشهيد تربى في حضن الدعوة الاسلامية و على أيدي بعض رجالاتها في مدينة جنين في الضفة الغربية و كأن الله عز و جل كان يعده لأمر جلل.
عمله و مواصلة دراسته الجامعية:
بعد أن حصل على شهادة خضورية الزراعية بدرجة امتياز تم تعيينه معلما في قرية أدر منطقة الكرك - جنوب الأردن - في مطلع الستينات ، ثم نقل بعد ذلك الى مدرسة برقين في الضفة الغربية ، و قد تابع دراسته الجامعية في جامعة دمشق ( كلية الشريعة ) و نال منها شهادة الليسانس في الشريعة بتقدير جيد جدا و كان هناك قد التقى مع بعض علماء الشام أمثال الدكتور محمد أديب الصالح و بأبي الفتح البيانوني ، كما تعرف على مروان حديد المشهور بعداوته للطواغيت و جهاده لهم ، ثم عاد الشيخ الشهيد الى عمله في مدرسة برقين ( زواجه ) و كان زواجه سنة 1965 م فقد اختار شريكة حياته ( أم محمد ) و هي من بيت محافظ على الدين تربت على يدي والدها الذي هاجر من قرية ( أم الشوف ) في شمال فلسطين بعد طردهم من قبل اليهود الى قرية ( سيلة الحارثية ) و قد سكنوا فترة وجيزة في بيت أهله ثم ارتحل والدها مع عائلته الى قرية ( دير الغصون ) في منطقة طولكرم و قد طلب الشيخ الشهيد من والده و والدته أن يجهزوا هدية ثم انطلقوا الى دير الغصون و تم بفضل الله عز وجل عقد القران ( الزواج ) بينهما و من هذا الزواج المبارك الذي تم بين الشيخ عبدالله عزام و شريكة حياته أنجبت خمسة ذكور : محمد نجله الأكبر الذي ذهب الى ربه شهيدا مع والده و عمره 20 سنة و حذيفة ، و ابراهيم الذي اختاره الله شهيدا مع والده و عمره 15 سنة و حمزة و مصعب و من الاناث أنجبت منه : فاطمة و وفاء و سمية.
جهاده في فلسطين:
عندما سقطت الضفة الغربية و قطاع غزة بيد اليهود عام 1967 م كان شيخنا لا يزال على أرض فلسطين و قد حاول مع مجموعة من الشباب من اهل القرية أن يقفوا في وجه الدبابات الاسرائيلية التي اجتاحت الضفة الغربية ، و لكن ماذا تفعل مجموعة من البنادق الانجليزية القديمة في وجه الدبابات الحديثة فكانت نصيحة ضابط المخفر آنذاك لهؤلاء الشباب أن يعودوا الى ديارهم حتى لا يسحقوا تحت جنازير الدبابات اليهودية و بالفعل عندما أطلق هؤلاء الشباب بعض الطلقات من رشاش كان مع واحد منهم و التي لم تؤثر على دهانها عاود الشباب و أخذوا بنصيحة الضابط ( عداوة الشهيد لليهود ) بعد الاحتلال اليهودي للضفة الغربية و القطاع بأسبوع خرج الشيخ ماشيا على الأقدام ومعه مجموعة من الشباب بينهم رجل كبير من أهالي القرية ، و بينما هم يتحركون باتجاه الشرق و في منتصف الطريق اصطدموا بدورية عسكرية إسرائيلية فاستوقفتهم و قام أحد الجنود بتفتيش الأخوة ، و كان الدور ينتظر الشيخ الشهيد فلما مد الجندي يده في جيب الشيخ أمسك بيد الجندي حتى لا يقع المصحف الصغير الذي كان يحمله بيد اليهودي لأن الكافر لا يجوز لنا أن نمكنه من المصحف ، فرجع الجندي اليهودي الى الوراء و سحب أقسام البندقية و أراد أن يقتل المجموعة و من ضمنهم شهيدنا فتشاهد الشيخ الشهيد و تقدم الرجل الكبير الذي يرافقهم يرجو الجندي أن يطلق سراحهم قائلا له : انهم أبنائي ، و تدخل أحد الضباط اليهود الذي دار بينه و بين الجندي محاورة أسفرت عن إطلاق سراحهم ثم تابع الشيخ الشهيد سيره باتجاه الأردن حتى وصل اليها و قد تعاقد مع التربية و التعليم في السعودية لمدة سنة ، رجع بعدها الى الأردن و كان العمل الفدائي قد ظهر على الساحة الأردنية.
تحريض الشهيد الشباب على قتال اليهود:
رجع الشيخ الشهيد من السعودية الى الأردن سنة 1968 م و كان رحمه الله يرى أن السيف أصدق أنباء من الكتب ، و أن الكلمة لا بد أن يرافقها السيف ، و أن الأمم لا تعترف بالضعفاء فالشطر الأول من عمره قضاه على أرض فلسطين دون أن تتاح له فرصة استعمال السلاح و هو يدب على أرضها نظرا لدخول قضية فلسطين الاسلامية الى المحافل الدولية و للجمود و الركود الذي واكبها بين سنة 1949 - 1967 م و لذلك عاودت فكرة التدريب و استعمال السلاح للوقوف في وجه اليهود تداعب أفكار الشيخ الشهيد ، و كيف يهدأ له بال آنذاك و هو يرى حثالة اليهود تسرح على أرض فلسطين و تدنس مقدسات المسلمين فحرض الشباب و استنهض هممهم للتدرب على استعمال السلاح لمقاتلة اليهود وقد اتخذ الشيخ الشهيد مع مجموعات من الشباب المسلم قاعدة لهم في شمالي الأردن كان الناس يطلقون عليها ( قواعد الشيوخ ) و كان الشهيد أميرا لقاعدة بيت المقدس للانطلاق منها الى فلسطين لمواجهة العصابات اليهودية على أرض فلسطين و قد صدق في شهيدنا و حبه للجهاد على أرض فلسطين قول الشاعر و هو يقول : فلسطين التي تهوى و فيها كانت السلوى و قد حاربت أعداها و كنت السيد الأقوى و عنكم أجمل الأخبار ما زالت بها تروى تودعكم بفيض الحب تشهد فيكم التقوى.
أهم المعارك التي شارك فيها:
و قد اشترك الشيخ في بعض العمليات على أرض فلسطين كان من أهمها: أولا : معركة المشروع أو الحزام الأخضر التي خاضها الشهيد مع اخوانه و التي يجرح فيها أبو مصعب السوري و قد حصلت هذه المعركة في منطقة الغور الشمالي ثانيا : معركة 5 حزيران 1970 م و قد اشترك فيها ستة من المجاهدين كام من بينهم أبو اسماعيل ( مهدي الأدلبي ) الحموي و ابراهيم ( بن بلة ) و بلال الفلسطيني في أرض مكشوفة تصدوا لدبابتين و كاسحة ألغام و كان موشيه دايان وزير الدفاع اليهودي قد أرسل مراسلا كنديا و آخر أمريكيا ليطوف بهم على الحدود و يريهم أن العمل الفدائي قد انتهى ، و اذا بجند الله يخرجون لهم كالجن المؤمن من باطن الأرض و انهالت القذائف و جرح الصحفيان ، و اعترف اليهود باثني عشر قتيلا من الجنود و الضباط و لكن قتلى الأعداء كانوا أكثر من هذا بكثير ، و قد استشهد ثلاثة من الأخوان في هذه المعركة لكن ما جرى في أيلول 1970 م حال دون مواصلة الشيخ الشهيد و اخوانه الجهاد على أرض فلسطين و أغلقت الحدود و لم يتمكن هؤلاء المجاهدين من مواصلة جهادهم على أرض فلسطين و الا لأذاقوا اليهود ويلات المعارك التي كانوا يصلون بها اليهود جهارا نهارا.
عودة الشهيد الى العلم و العمل:
كان الشهيد رحمه الله يجاهد بسلاحه و قلمه ، و قلما تجد له نظيرا في هذا العصر ، لذا فقد كان و هو في قواعد الشمال قد انتسب الى جامعة الأزهر ، و نال شهادة الماجستير في أصول الفقه سنة 1968م حيث عمل بعد ذلك محاضرا في كلية الشريعة في عمان 1970 - 1971 م ثم أوفد الى القاهرة لنيل شهادة الدكتوراه و قد حصل عليها في أصول الفقه بمرتبة الشرف الأولى 1973 م .
ثم عمل مدرسا في الجامعة الأردنية ( كلية الشريعة ) من سنة 1973 - 1980 م حيث تربى على يديه مئات الشباب المسلم العائد الى ربه و الذين كان يعدهم ليوم اللقاء مع العدو ليزيل الاحتلال عن رقاب أمة الاسلام في فلسطين ، و لكن الرياح لا تجري بما تشتهي السفن فصدر قرار الحاكم العسكري الأردني بفصله من الجامعة الأردنية عام 1980م .
خروج الشهيد من الأردن:
بدأ الشيخ يبحث عن مكان آخر للدعوة فغادر الى السعودية حيث عمل مع جامعة الملك عبد العزيز في جدة عام 1981م، و لكنه لم يطق البقاء هناك فطلب من مدير الجامعة العمل في الجامعة الاسلامية الدولية في اسلام آباد في الباكستان ليكون قريبا من الجهاد الأفغاني فانتدب للعمل فيها سنة 1981م
رجع الشيخ في نهاية عام 1983 الى جدة من أجل تجديد فترة الانتداب فوجد ادارة الجامعة قد أنزلت له برنامجا حتى يدرس فيها و رفضت الجامعة تجديد عقد الاعارة لحساب الجامعة الاسلامية في اسلام آباد فقدم الشهيد استقالته .
و تعاقد مع الرابطة 1984م و عاد مستشارا للتعليم في الجهاد الأفغاني و عندما اقترب من المجاهدين الأفغان وجد ضالته المنشودة و قال : هؤلاء الذين كنت أبحث عنهم منذ زمن بعيد ، و هناك في بيشاور بدأ العمل الجهادي حيث قام سنة 1984 م بتأسيس مكتب الخدمات الذي كان يوجه الأخوة العرب لخدمة الجهاد الأفغاني و كان لهذا المكتب نشاطات تعليمية و تربوية و عسكرية و صحية و اجتماعية و اعلامية كثيرة في كل أنحاء أفغانستان تقريبا.
--------------------------------------------------------------------------------
مولد الشهيد و نشأته:
ولد الشهيد عبدالله عزام في فلسطين ( سيلة الحارثية ) من اعمل مدينة جنين سنة 1941 م و قد درج على أرض القرية فشبّ و ترعرع في أحضان والديه يسهران عليه و يقومان برعايته و تربيته ، ثم تلقى علومه الابتدائية و الاعدادية في مدرسة القرية و أكمل دراسته في معهد خضورية الزراعية في مدينة طولكرم و قد كان الشيخ الشهيد رحمه الله يهئ نفسه و يعدها اعدادا ايمانيا فكان ملازما لتلاوة القرآن كما كان ملازما لمسجد القرية يعطي الدروس الدينية كذلك فان الشهيد تربى في حضن الدعوة الاسلامية و على أيدي بعض رجالاتها في مدينة جنين في الضفة الغربية و كأن الله عز و جل كان يعده لأمر جلل.
عمله و مواصلة دراسته الجامعية:
بعد أن حصل على شهادة خضورية الزراعية بدرجة امتياز تم تعيينه معلما في قرية أدر منطقة الكرك - جنوب الأردن - في مطلع الستينات ، ثم نقل بعد ذلك الى مدرسة برقين في الضفة الغربية ، و قد تابع دراسته الجامعية في جامعة دمشق ( كلية الشريعة ) و نال منها شهادة الليسانس في الشريعة بتقدير جيد جدا و كان هناك قد التقى مع بعض علماء الشام أمثال الدكتور محمد أديب الصالح و بأبي الفتح البيانوني ، كما تعرف على مروان حديد المشهور بعداوته للطواغيت و جهاده لهم ، ثم عاد الشيخ الشهيد الى عمله في مدرسة برقين ( زواجه ) و كان زواجه سنة 1965 م فقد اختار شريكة حياته ( أم محمد ) و هي من بيت محافظ على الدين تربت على يدي والدها الذي هاجر من قرية ( أم الشوف ) في شمال فلسطين بعد طردهم من قبل اليهود الى قرية ( سيلة الحارثية ) و قد سكنوا فترة وجيزة في بيت أهله ثم ارتحل والدها مع عائلته الى قرية ( دير الغصون ) في منطقة طولكرم و قد طلب الشيخ الشهيد من والده و والدته أن يجهزوا هدية ثم انطلقوا الى دير الغصون و تم بفضل الله عز وجل عقد القران ( الزواج ) بينهما و من هذا الزواج المبارك الذي تم بين الشيخ عبدالله عزام و شريكة حياته أنجبت خمسة ذكور : محمد نجله الأكبر الذي ذهب الى ربه شهيدا مع والده و عمره 20 سنة و حذيفة ، و ابراهيم الذي اختاره الله شهيدا مع والده و عمره 15 سنة و حمزة و مصعب و من الاناث أنجبت منه : فاطمة و وفاء و سمية.
جهاده في فلسطين:
عندما سقطت الضفة الغربية و قطاع غزة بيد اليهود عام 1967 م كان شيخنا لا يزال على أرض فلسطين و قد حاول مع مجموعة من الشباب من اهل القرية أن يقفوا في وجه الدبابات الاسرائيلية التي اجتاحت الضفة الغربية ، و لكن ماذا تفعل مجموعة من البنادق الانجليزية القديمة في وجه الدبابات الحديثة فكانت نصيحة ضابط المخفر آنذاك لهؤلاء الشباب أن يعودوا الى ديارهم حتى لا يسحقوا تحت جنازير الدبابات اليهودية و بالفعل عندما أطلق هؤلاء الشباب بعض الطلقات من رشاش كان مع واحد منهم و التي لم تؤثر على دهانها عاود الشباب و أخذوا بنصيحة الضابط ( عداوة الشهيد لليهود ) بعد الاحتلال اليهودي للضفة الغربية و القطاع بأسبوع خرج الشيخ ماشيا على الأقدام ومعه مجموعة من الشباب بينهم رجل كبير من أهالي القرية ، و بينما هم يتحركون باتجاه الشرق و في منتصف الطريق اصطدموا بدورية عسكرية إسرائيلية فاستوقفتهم و قام أحد الجنود بتفتيش الأخوة ، و كان الدور ينتظر الشيخ الشهيد فلما مد الجندي يده في جيب الشيخ أمسك بيد الجندي حتى لا يقع المصحف الصغير الذي كان يحمله بيد اليهودي لأن الكافر لا يجوز لنا أن نمكنه من المصحف ، فرجع الجندي اليهودي الى الوراء و سحب أقسام البندقية و أراد أن يقتل المجموعة و من ضمنهم شهيدنا فتشاهد الشيخ الشهيد و تقدم الرجل الكبير الذي يرافقهم يرجو الجندي أن يطلق سراحهم قائلا له : انهم أبنائي ، و تدخل أحد الضباط اليهود الذي دار بينه و بين الجندي محاورة أسفرت عن إطلاق سراحهم ثم تابع الشيخ الشهيد سيره باتجاه الأردن حتى وصل اليها و قد تعاقد مع التربية و التعليم في السعودية لمدة سنة ، رجع بعدها الى الأردن و كان العمل الفدائي قد ظهر على الساحة الأردنية.
تحريض الشهيد الشباب على قتال اليهود:
رجع الشيخ الشهيد من السعودية الى الأردن سنة 1968 م و كان رحمه الله يرى أن السيف أصدق أنباء من الكتب ، و أن الكلمة لا بد أن يرافقها السيف ، و أن الأمم لا تعترف بالضعفاء فالشطر الأول من عمره قضاه على أرض فلسطين دون أن تتاح له فرصة استعمال السلاح و هو يدب على أرضها نظرا لدخول قضية فلسطين الاسلامية الى المحافل الدولية و للجمود و الركود الذي واكبها بين سنة 1949 - 1967 م و لذلك عاودت فكرة التدريب و استعمال السلاح للوقوف في وجه اليهود تداعب أفكار الشيخ الشهيد ، و كيف يهدأ له بال آنذاك و هو يرى حثالة اليهود تسرح على أرض فلسطين و تدنس مقدسات المسلمين فحرض الشباب و استنهض هممهم للتدرب على استعمال السلاح لمقاتلة اليهود وقد اتخذ الشيخ الشهيد مع مجموعات من الشباب المسلم قاعدة لهم في شمالي الأردن كان الناس يطلقون عليها ( قواعد الشيوخ ) و كان الشهيد أميرا لقاعدة بيت المقدس للانطلاق منها الى فلسطين لمواجهة العصابات اليهودية على أرض فلسطين و قد صدق في شهيدنا و حبه للجهاد على أرض فلسطين قول الشاعر و هو يقول : فلسطين التي تهوى و فيها كانت السلوى و قد حاربت أعداها و كنت السيد الأقوى و عنكم أجمل الأخبار ما زالت بها تروى تودعكم بفيض الحب تشهد فيكم التقوى.
أهم المعارك التي شارك فيها:
و قد اشترك الشيخ في بعض العمليات على أرض فلسطين كان من أهمها: أولا : معركة المشروع أو الحزام الأخضر التي خاضها الشهيد مع اخوانه و التي يجرح فيها أبو مصعب السوري و قد حصلت هذه المعركة في منطقة الغور الشمالي ثانيا : معركة 5 حزيران 1970 م و قد اشترك فيها ستة من المجاهدين كام من بينهم أبو اسماعيل ( مهدي الأدلبي ) الحموي و ابراهيم ( بن بلة ) و بلال الفلسطيني في أرض مكشوفة تصدوا لدبابتين و كاسحة ألغام و كان موشيه دايان وزير الدفاع اليهودي قد أرسل مراسلا كنديا و آخر أمريكيا ليطوف بهم على الحدود و يريهم أن العمل الفدائي قد انتهى ، و اذا بجند الله يخرجون لهم كالجن المؤمن من باطن الأرض و انهالت القذائف و جرح الصحفيان ، و اعترف اليهود باثني عشر قتيلا من الجنود و الضباط و لكن قتلى الأعداء كانوا أكثر من هذا بكثير ، و قد استشهد ثلاثة من الأخوان في هذه المعركة لكن ما جرى في أيلول 1970 م حال دون مواصلة الشيخ الشهيد و اخوانه الجهاد على أرض فلسطين و أغلقت الحدود و لم يتمكن هؤلاء المجاهدين من مواصلة جهادهم على أرض فلسطين و الا لأذاقوا اليهود ويلات المعارك التي كانوا يصلون بها اليهود جهارا نهارا.
عودة الشهيد الى العلم و العمل:
كان الشهيد رحمه الله يجاهد بسلاحه و قلمه ، و قلما تجد له نظيرا في هذا العصر ، لذا فقد كان و هو في قواعد الشمال قد انتسب الى جامعة الأزهر ، و نال شهادة الماجستير في أصول الفقه سنة 1968م حيث عمل بعد ذلك محاضرا في كلية الشريعة في عمان 1970 - 1971 م ثم أوفد الى القاهرة لنيل شهادة الدكتوراه و قد حصل عليها في أصول الفقه بمرتبة الشرف الأولى 1973 م .
ثم عمل مدرسا في الجامعة الأردنية ( كلية الشريعة ) من سنة 1973 - 1980 م حيث تربى على يديه مئات الشباب المسلم العائد الى ربه و الذين كان يعدهم ليوم اللقاء مع العدو ليزيل الاحتلال عن رقاب أمة الاسلام في فلسطين ، و لكن الرياح لا تجري بما تشتهي السفن فصدر قرار الحاكم العسكري الأردني بفصله من الجامعة الأردنية عام 1980م .
خروج الشهيد من الأردن:
بدأ الشيخ يبحث عن مكان آخر للدعوة فغادر الى السعودية حيث عمل مع جامعة الملك عبد العزيز في جدة عام 1981م، و لكنه لم يطق البقاء هناك فطلب من مدير الجامعة العمل في الجامعة الاسلامية الدولية في اسلام آباد في الباكستان ليكون قريبا من الجهاد الأفغاني فانتدب للعمل فيها سنة 1981م
رجع الشيخ في نهاية عام 1983 الى جدة من أجل تجديد فترة الانتداب فوجد ادارة الجامعة قد أنزلت له برنامجا حتى يدرس فيها و رفضت الجامعة تجديد عقد الاعارة لحساب الجامعة الاسلامية في اسلام آباد فقدم الشهيد استقالته .
و تعاقد مع الرابطة 1984م و عاد مستشارا للتعليم في الجهاد الأفغاني و عندما اقترب من المجاهدين الأفغان وجد ضالته المنشودة و قال : هؤلاء الذين كنت أبحث عنهم منذ زمن بعيد ، و هناك في بيشاور بدأ العمل الجهادي حيث قام سنة 1984 م بتأسيس مكتب الخدمات الذي كان يوجه الأخوة العرب لخدمة الجهاد الأفغاني و كان لهذا المكتب نشاطات تعليمية و تربوية و عسكرية و صحية و اجتماعية و اعلامية كثيرة في كل أنحاء أفغانستان تقريبا.
--------------------------------------------------------------------------------